التنمية المستدامة..

يعد الفقر وعدم المساواة مصدرا للاضطرابات والانقسامات داخل الدول، وعادة ما يؤدى إلى الصراع والتمرد السياسي وإلى ثورات مما يهدد التنمية المستدامة..

تعريف التنمية المستدامة*

هى تنمية تلبي احتياجا ت اليوم دون تدمير إمكانيات الأجيال القادمة لتغطية احتياجاتهم.

من المفتر ض أن تحل كل من مشاكل الفقر والمشاكل البيئية عن طريق تغيير طريقة تعاملنا التقليدى مع القضايا البيئية والتنموية .

في هذا التعريف، يتم التركيز بشكل خا ص على احتياجا ت الفقراء لتلبية حقوقهم الأساسية وخلق فر ص لحياة أفضل.

التنمية المستدامة هي مفهوم عالمي قائم على التضامن مع الأجيال القادمة، خاصة فى الدول التى تعيش اليوم بكمية محدودة من الموارد، وأن من مصلحة العالم المتقدم الاهتمام بهم .

لتحقيق التنمية المستدامة ، يجب على المجتمع العالمي العمل في ثلاثة مجالات :

• الحالة الإجتماعية

• المناخ والبيئة

• الاقتصاد

"بالنسبة للدول التى تعيش في فقر كالحالة المصرية، من الواضح أن وضع التنمية فيها اليوم غير مستدام، لأن العيش في فقر يحرم الناس من حقوقهم الأساسية ومن كرامتهم"

و هو ما يسمى بالأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة. إن العلاقة بين هذه الأبعاد الثلاثة هي التي تحد د ماهية التنمية المستدا مة. الأهداف العالمية للأمم المتحدة هي خطة العمل المشتركة العالمية للقضاء على الفقر ومحاربة عدم المساواة ووقف تغير المناخ بحلول عام 2030 من خلا ل فهم جديد، ألا وهو أن الاقتصاد وعدم المساواة والبيئة تؤثر على بعضها البعض إلى حد أكبر مما كنا نعتقد في السابق. يجب أن نجد حلولا توازن بين إساءة إستهلاكنا للبيئة وبين اقتصادنا، بإيجاد طرقا أفضل لتوزيع الموارد، بمعنى استدامة لكل من الناس (القوة البشرية) والبيئة .

لتحقيق التنمية المستدامة

1. يجب تحسين الظروف الاقتصادية والحد من الفقر:

غالبا ما تكون البلدان التي بها نسبة كبيرة من الفقراء هي الأكثر تضررا من تغير المناخ مثل الفيضانات والجفاف والمجاعات والحرائق. في مفاوضات المناخ الدولية، تجادل العديد من الدول النامية بأن الدول الغنية المسؤولة عن أزمة المناخ اليوم يجب أن تتحمل فاتورة البلدان النامية، حتى تتمكن من التكيف مع تغير المناخ، وتقليل انبعاثاتها، وكذلك الحصول على تعويض عن الخسائر والأضرار التي حدثت نتيجة لتغير المناخ.

في تقريرOxfam لسنة 2016 عن عالمنا اليوم يؤكد، "أن هناك فجوة متسارعة بين الأغنياء والفقراء، حيثيمتلك أغنى ثمانية شركات في العالم ما يصل إلى ما يمتلكه نصف سكان العالم".

بالنسبة للدول التى تعيش في فقر كالحالة المصرية، من الواضح أن وضع التنمية فيها اليوم غير مستدام، لأن العيش في فقر يحرم الناس من حقوقهم الأساسية ومن كرامتهم. بالنسبة لبلدان العالم الأكثر ازدهارا، تعتبر التنمية المستدامة مهمة لتحقيق الاستقرار والسلام حولها.

يعد الفقر وعدم المساواة مصدرا للاضطرابات والانقسامات داخل الدول، وعادة ما يؤدى إلى الصراع والتمرد السياسي وإلى ثورات مما يهدد التنمية المستدامة. إن التوزيع الأكثر عدالة للموارد والوصول الجيد والآمن إلى الخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم، هي شروط مسبقة مهمة لمجتمع سلمي وعادل.

بالإضافة إلى التوزيع الأكثر عدلا ، يجب علينا أيضا تغيير الطريقة التي نستخدم بها الموارد لتحقيق التنمية المستدامة.

إذا كان كل الناس على وجه الأرض لديهم نفس الاستهلاك مثل ما بين سكان الدنمارك على سبيل المثال، فسنحتاج إلى مساحة ما يعادل ثلاثة أضعاف الكرة الأرضية. بينما إذا كان لديهم الاستهلاك مثل ما بين سكان الهند، فنحن بحاجة إلى مساحة مايعادل أكثر بقليل من نصف الكرة الأرضية.

النمو الاقتصادي مهم، خاصة بالنسبة للبلدان الفقيرة، بحيث يمكن إنشاء وظائف جديدة ومنها عائدا ت ضريبية لدفع تكاليف خدما ت الرعاية الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات. يجب أن يكون هذا النمو مستداما حتى لا ندمر موارد الأر ض. يمكن أن يحد ث هذا النمو الأخضر باستخدام طاقة نظيفة لا تلوث البيئة وعن طريق إيجاد طرق أكثر ذكاء لحل تحدياتنا .

2. يجب وقف تغير المناخ

يتعلق البعد البيئي للتنمية المستدامة بالعناية بالطبيعة والمناخ، كمور د قابل لإعادة الاستخدام للثروة البشرية أى للناس .

أساس الحياة البشرية يعتمد كليا على الطبيعة. الطريقة التي نستخدم بها الطبيعة اليو م لها عواقب وخيمة على كل من الطبيعة والناس أهمها واخطرها إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري التى تعمل على :

• تسخين البحر والهواء

• تدمير النظم البيئية بأكملها

• تساهم في انقرا ض الكثير من الكائنات الحية والنباتات إلى الأبد

• تجعلنا أكثر عرضة للكوار ث الطبيعية

• تهدد سبل عيشنا مما قد يكون سببا فى صراعات وحروب من أجل الموارد الطبيعية ومن أجل البقاء .

الدول الصناعية الغنية فى العالم هى المسؤولة عن حوالي ثلثي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، حيث تأتي أكبر الانبعاثات من احتراق النفط والفحم والغاز. هذه الموار د غير قابلة لإعادة الاستخدام، لذا اصبح من الضرورى على دول العالم العمل على وقف تغير المناخ والمساهمة في التنمية المستدامة بأن تستثمر أكثر في الموارد المتجددة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية.

لقد ساهمت الانبعاثات من الدول الغنية مثل الدنمارك في النمو الاقتصادي والازدهار بالنسبة لها. في البلدان التي لم يكن لديها نفس التنمية الاقتصادية، كانت كمية الانبعاثات أقل بكثر، لكن العواقب كانت ولا تزال أكبر بكثير، فهذه البلدان التي بها نسبة كبيرة من الفقراء هي الأكثر تضررا من تغير المناخ مثل الفيضانات والجفاف والمجاعات والحرائق.

3. يجب مراعاة الأبعا د الاجتماعية والسياسية

يتعلق الجزء الاجتماعي والسياسى من التنمية المستدامة بضمان حصول جميع الناس على أساس جيد ومنصف لحياة كريمة. حقوق الإنسان هي أهم نقطة انطلاق لذلك. التعليم وظروف العمل اللائقة والمساواة والتنوع الثقافي والنظام الصحي الجيد ليست سوى بعض المجالات المتأثرة. وبالتالي، فإن الظروف الاجتماعية والسياسية تنعكس على شعور الناس في المجتمع، وما إذا كانوا يحصلون على حقوقهم، وما إذا كانت لديهم الفرصة للتأثير على حياتهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه .

"يتعلق الجزء الاجتماعي والسياسى من التنمية المستدامة بضمان حصول جميع الناس على أساس جيد ومنصف لحياة كريمة"

يؤدي النمو السكاني، كما هو الحال فى مصر إلى زيادة الضغط على الموار د الطبيعية، والسبب هو الفقر نتيجة للنمو السكاني. إن الاستثمار في التعليم، والمساهمة في تطوير الديمقراطية يضمنا التنمية الإيجابية والحد من الفقر حيث أثبتت تجارب الدول أن زيادة حصول النساء على التعليم لخفض عد د الأطفال، وإدخال المرأة إلى سوق العمل، وتعليم الفتيا ت، إنجازات لها تأثير إيجابي على النمو الاقتصاد ي للبلدان.

في 25 سبتمبر 2015 تم رسميا تبني أهداف الأمم المتحدة العالمية السبعة عشر للتنمية المستدامة لجميع الدول

الأعضاء لتعزيز الرخاء بحماية كوكب الأرض.

تحث أهداف التنمية المستدامة دول العالم على القضاء على الفقر والجوع في جميع أنحاء العالم، والحد من عدم المساواة، وضمان جودة التعليم والصحة الأفضل للجميع، وكذلك خلق نمو أكثر استدامة.

الأهداف عالمية وتشمل العالم كله. إذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، يجب على الجميع المساهمة، الحكوما ت والقادة والشركا ت والمنظما ت والمنظما ت غير الحكومية والمواطنون .

النمو الاقتصادي مهم، خاصة بالنسبة للبلدان الفقيرة، بحيث يمكن إنشاء وظائف جديدة وعائدات ضريبية لدفع تكاليف خدما ت الرعاية الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات. يجب أن يكون هذا النمو مستداما حتى لا ندمر موارد الأر ض. يمكن أن يحدث هذا النمو الأخضر باستخدام الطاقة النظيفة غير الملوثة وعن طريق إيجاد طرق أكثر ذكاء لحل تحدياتنا .

بالنسبة للبلدان الأكثر ازدهارا، تعتبر التنمية المستدامة مهمة لتحقيق الاستقرار والسلام العالمى.

"تحث أهداف التنمية المستدامة دول العالم على القضاء على الفقر والجوع في جميع أنحاء العالم، والحد من عدم المساواة، وضمان جودة التعليم والصحة الأفضل للجميع، وكذلك خلق نمو أكثر استدامة"

أما بالنسبة للشعوب التى تعيش في فقر، من الواضح أن وضع التنمية عندهم غير مستدام، لأن العيش في فقر يحرم الناس من حقوقهم الأساسية ومن كرامتهم.

إن تزايد عدم المساواة في الظروف المعيشية، داخل الدول وفيما بينها على حد سواء، هو تهديد للتنمية المستدامة لأنه يخلق صراعا ت في المجتمع. علاوة على ذلك، يمكن أن يساهم تغير المناخ في إعاقة التقدم المهم الذي تم إحرازه لتحسين الظروف المعيشية للناس في جميع أنحاء العالم.

*تم استخدام مصطلح التنمية المستدامة لأول مرة 1987 في تقرير من قبل اللجنة العالمية للبيئة والتنمية التابعة للأمم المتحدة التى ترأسها رئيس الوزراء النرويجي السابق، جرو هارلم برونتلاند ولذلك عرفت باسم لجنة برونتلاند، فى محاولة لحل كل من الفقر والمشاكل البيئية، والعمل على تغيير طريقة عملنا مع القضايا البيئية والتنموية.